النشاطات التربوية اللاصفية
النشاطات التربوية اللاصفية
إعداد: الدكتور/ عبد الغني محمد إسماعيل العمراني
عزيزتي المعلمة، عزيزي المعلم، المتصفح الكريم.
تناولنا معكم في الحلقة السابقة قضية طابور الصباح المدرسي أهداف تربوية متكاملة، ومشكلة عدم تفاعل طلبة وطالبات الثانوية في طابور الصباح، وهذا النشاط يقوم به الطلاب والطالبات خارج غرفة الصف وقبل بدء الحصة الأولى، وفي حلقة اليوم سوف نتناول بعض النشاطات التي تحدث خارج جدران غرفة الصف غير طابور الصباح، وهي ما يطلق عليها” النشاطات اللاصفية، أو اللامنهجية.
المقدمة :
وجهت التربية إلى عهد قريب جل اهتمامها إلى حشو أذهان الطلاب بالمعلومات وحفظ أكبر قدر ممكن منها، وكان الاعتقاد السائد لدى المعلمين إن مكان التربية والتعليم ينحصر في الفصل الدراسي، أما ما يحدث خارج الفصل من نشاط فإنه لون من ألوان اللهو واللعب الذي لا يدخل في مفهوم التعليم بمعناه المحدود وقتذاك، وهو القراءة والاستماع والحفظ بمعنى أن العملية التعليمية حصرت اهتمامها في تنمية الجانب العقلي لدى الطالب وأهملت تنمية بقية الجوانب الأخرى لديه.
أما في الوقت الحاضر فقد أثبتت البحوث التربوية والنفسية أن التلميذ محور مهم في عملية التعليم، ومن ثم يجب مراعاة خصائص نموه وكيفية تعلمه واكتسابه الخبرات.
كما أثبتت البحوث التربوية أن النشاط الموجه خارج الفصل مجال تربوي مهم لا تقل أهميته بحال من الأحوال عن الدرس داخل الفصل، إذ عن طريق النشاط خارج الفصل يستطيع الطلاب أن يعبروا عن هواياتهم وميولهم ويشبعوا حاجاتهم. وعن طريق النشاط خارج الفصل يستطيع الطلاب أيضاً اكتساب خبرات ومواقف تعليمية يصعب تعلمها داخل الفصل. كما كشفت هذه البحوث عن أن عملية التربية الهادفة يجب أن تكون عملية شاملة لجميع الجوانب الروحية والجسمية والعقلية والاجتماعية والعاطفية لدى الطالب.
ولا يخفى على الجميع ما لمدير المدرسة ( خصوصاً ) والمعلمين ( عموماً ) من أهمية كبيرة لتفعيل النشاط داخل المدرسة، والسعي لتفعيله من خلال الإسهام والمشاركة في أنشطته. وحث الطلاب على التسجيل والمشاركة في الأنشطة حسب ميولهم ورغباتهم وقدراتهم.
وسنسعى من خلال حلقة اليوم من” رسالة إلى المعلم ” أن نقدم خلاصة عن هذا الموضوع.
مفهوم النشاط اللاصفي:
هو ذلك البرنامج الذي تنظمه الوحدة التعليمية بحيث يكون متكاملاً مع البرامج التعليمية ليحقق أهدافاً تربوية معينة سواءً ارتبطت هذه الأهداف بتعليم المواد الدراسية أو باكتساب خبرات أو مهارات داخل أو خارج الوحدة التعليمية على أن يؤدي ذلك إلى نمو في خبرة الدارسين ويعمل على تنمية هواياتهم وقدراتهم واتجاهاتهم.
ويعرف أحد الباحثين التربويين النشاط المدرسي بأنه ( مجموعة من الممارسات العملية التي يمارسها الطلاب خارج الفصل المدرسي، ويرمي إلى تحقيق بعض الأهداف التربوية، ويكمل الخبرات التي يحصل عليها الطالب داخل الفصل الدراسي ).
كما يعرف بأنه ( ذلك البرنامج الذي تنظمه المدرسة متكاملاً مع البرنامج التعليمي والذي يقبل عليه الطالب برغبة ويزاوله بشوق وميل تلقائي بحيث يحقق أهدافاً تربوية معينة، سواء ارتبطت هذه الأهداف بتعليم المواد الدراسية أو باكتساب خبرة أو مهارة أو اتجاه علمي أو عملي، داخل الفصل أو خارجه، وأثناء اليوم الدراسي أو بعد انتهاء الدراسة؛ على أن يؤدي ذلك إلى نمو في خبرة التلميذ، وتنمية هواياته وقدراته والاتجاهات التربوية والاجتماعية المرغوبة ).
ومن التعريفات السابقة نستطيع القول بأن النشاط المدرسي بمفهومه الحديث أصبح وسيلة أساسية لتحقيق الكثير من أهداف التربية والتعليم وهو من هذا المنطلق يبرز ماله من أهمية بالغة في تربية الشخصية المسلمة وماله من أثر واضح في تنمية الصفات الحميدة.
أهمية النشاطات اللاصفية:
للنشاط خارج الفصل أهميته بالغة لا تقل عن أهمية ما يحدث داخل الفصل، إذ انه يعتبر وسيلة من الوسائل الفعالة لتحقيق أهداف التربية والتعليم. فهو وسيلة لبناء أبدان الطلاب، ووسيلة لتدريبهم على ممارسة العلاقات الاجتماعية السليمة، واكتساب الخلق القويم.
أهداف النشاطات اللاصفية:
لاشك أنّ للنشاطات اللاصفة أهدف تسعى المدرسة إلى تحقيقها، ولعل من أهم أهداف النشاطات الاصفية الأهداف الآتية:
- غرس الخصال والأخلاق الحميدة النابعة من تعاليم ديننا الحنيف في نفوس الطلاب من خلال البرامج والمناشط الهادفة.
- بث روح التعاون والإيثار والمحبة والتنافس الشريف وتعميق مبدأ الخدمة العامة مما يؤدي إلى إتقانه، والقدرة على الاعتماد على النفس.
- اكتشاف القدرات والمهارات والمواهب وصقلها وتنميتها وتوجيهها لخدمة الفرد والمجتمع.
- استثمار أوقات الفراغ فيما يعود على الطلاب والمجتمع والبيئة بالنفع.
- ربط المادة العلمية بواقع محسوس وذلك عن طريق النشاط المصاحب للمادة لكي يستوعبها الطلاب بشكل أفضل.
- احترام العمل والعاملين وتقدير قيمة العمل اليدوي والاستمتاع به.
- بناء شخصية متكاملة للطالب ليصبح مواطناً صالحاً يخدم دينه وأمته.
- المساهمة في تحقيق النمو الجسمي للطالب، ويمكن أن يتم ذلك من خلال جماعات النشاط الرياضي وجماعة نشر الوعي الصحي وجماعة خدمة البيئة.
- تلبية الحاجات الاجتماعية والنفسية لدى الطالب كالحاجة إلى الانتماء الاجتماعي والصداقة وتحقيق الذات والتقدير ومساعدة الطالب على التخلص من بعض ما يعانيه من مشاكل كالقلق والاضطراب والانطواء.
ضوابط وشروط النشاط المدرسي:
لكي يحقق النشاط المدرسي أهدافه، ولكي لا يكون النشاط مجرد لهو ولعب يتسم بالمظهرية، فلا بد من وضع ضوابط دقيقة وشروط واضحة شاملة وعامة ومنها:
- يجب أن تنبثق الأنشطة من تعاليم الإسلام وقيمه.
- يجب أن تكون أهداف النشاط المدرسي واضحة لكل من مدير المدرسة والمعلم والطالب وولي الأمر.
- يجب أن تكون الأنشطة المدرسية مناسبة لقدرات واستعدادات الطلاب ونضجهم وأن تحقق هذه الأنشطة النمو المتكامل الشامل للطالب روحياً وجسمياً وعقلياً واجتماعياً وعاطفياً .
- يجب أن يكون لهذا النشاط اتصال بالدراسة في الفصل، فقد تنبع مشكلة في الفصل ونجد مجالاً لبحثها ودراستها خارج الفصل وقد يعرض للطلاب مشكلة في أثناء نشاطهم خارج الفصل فتناقش في الفصل ، أوقد تكون نقطة بداية للدراسة فيه ، وبهذا تنبع أوجه النشاط من داخل الفصل وتتجه إلى خارجه للاستزادة ، وقد تنبع من خارج الفصل ثم تصب فيه للاستيضاح والدراسة ومن ثم يكون النشاط خارج الفصل أو الدراسة داخله جانبين لشيء واحد، يستمد كل منهما كيانه وأهميته من الآخر وبذا يتحطم الحاجز التقليدي الذي يحجز بين الفصل وخارجه .
- يجب أن تساهم الأنشطة المدرسية في دعم العلاقات الاجتماعية من العناية بتنمية ميول واتجاهات الأفراد وتوجيهها الوجهة السليمة.
- يجب أن تتميز هذه الأنشطة بالمرونة، وأن تواكب الاتجاهات التربوية المعاصرة، وتخضع للتقويم المستمر وتتيح فرص التعاون بين العاملين فيها.
- يجب أن تسهم في تنمية تقدير العمل اليدوي وتتيح للطلاب فرصاً لاكتساب مهارات في بعض المجالات، وأن تتسم بالاقتصاد في الجهد البشري والإنفاق المادي.
- يجب أن تسهم في تكامل المعارف والتطبيقات والمهارات بحيث تكون وحدة تعليمية يستفيد منها الطلاب والمجتمع وتؤكد على اكتساب الطلاب الأسلوب العلمي للتفكير.
- يجب أن تتنوع الأنشطة، وأن تراعي الفروق الفردية بين الطلاب وتحفزهم على ممارسة النشاط وتزودهم بالخبرات الخاصة بالتعليم المستمر وباستثمار أوقات الفراغ.
برامج ومجالات النشاط:
هذه بعض من البرامج والأنشطة التي يمكن عملها أو بعض منها في الوحدات التعليمية المختلفة بحسب الاتجاهات والامكانات المتاحة:
النشاط الثقافي : ويحتوي هذا النشاط على البرامج التالية :
- المسابقات المتنوعة ( ثقافية، القصة، الشعر، النقد، الخطابة ….. ).
- المسرحيات الهادفة.
- الإذاعة المدرسية.
- الأمسيات الأدبية.
- الصحف والنشرات والمطويات.
- المهرجانات والأسابيع الثقافية.
- معرض الكتاب وما يصاحبه من فعاليات.
- الندوات والمحاضرات.
- الحفلات الخاصة بالأنشطة المدرسية.
النشاط الاجتماعي : ويحتوي هذا النشاط على البرامج التالية :
- المشاركة في الأسابيع والمناسبات الخاصة ( الشجرة، المرور، النظافة، …. ) وبرامج الخدمة العامة.
- المسابقات الاجتماعية ( مشاركة المنزل ).
- الزيارات الميدانية للطلاب.
- الرحلات الهادفة والترويحية والمعسكرات التربوية.
- النشاط المسائي والمراكز الصيفية.
- النشاط الكشفي: ويحتوي هذا النشاط على البرامج الآتية: التعريف بالحركة الكشفية (نشأتها، تطورها، أهدافها).
النشاط الكشفي : ويحتوي هذا النشاط على البرامج التالية:
- ممارسة المهارات الكشفية.
- المخيمات والمعسكرات الكشفية والدورات ( الهوايات، إعداد القادة ).
- المسابقات الكشفية والمهرجانات.
- إقامة حفلات السمر الموجهة.
النشاط الرياضي : ويحتوي هذا النشاط على البرامج التالية :
- ممارسة الألعاب الرياضية.
- إقامة المنافسات والمسابقات والمهرجانات الرياضية.
- المشاركة في المهرجانات الرياضية الرسمية.
- تنفيذ برامج التوعية الرياضية ( أهدافها وضوابطها )
النشاط العلمي : ويحتوي هذا النشاط على البرامج التالية :
- المسابقات العلمية المتنوعة ( الرياضيات ) والبحوث العلمية.
- المعارض العلمية.
- الرحلات العلمية.
النشاط الفني : ويحتوي هذا النشاط على البرامج التالية :
- إجراء المسابقات الفنية ( مهنية وفنون تشكيلية ) لطلاب هذا المجال.
- تنفيذ يوم المهنة ويوم العمل في كل فترة نشاط.
- رعاية الموهوبين وتنمية قدراتهم.
- إقامة معارض للموهوبين والابتكارات الخاصة.
- إقامة معارض للفنون التشكيلية.
التدريب على بعض المهن والحرف في القطاعات التعليمية التي لا تتوفر فيها.
وفي الختام أرجو أن أكون فيما قدمته في رسالة اليوم ما يعين بوجه خاص المعلم على أداء رسالته اللاصفية على أكمل وجه
والله الموفق.