كلمة مشرف عام المدارس د.عبدالغني العمراني بمناسبة تخرج الدفعة 17 ( بصمة نجاح ) بفرع البنين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، أحمده حمد الشاكرين، وأثني عليه بما هو أهله، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير، وعلى آله وصحبه، وكل من دعا بدعوته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
إنه لمن دواعي سروري أن أقف اليوم أمامكم مهنئاً ومباركاً نجاحكم وتفوقكم، منحنياً إجلالاً وإكباراً لجدكم واجتهادكم وصبركم وجلدكم ومثابرتكم طول العام، للحصول على أعلى الدرجات، لقد عملتم ليلاً ونهاراً، وسهرتم الليالي الطوال، ولم تعرفوا الكلل ولا الملل، فكان حقاً على الله أن يحقق آمالكم وتطلعاتكم.. واعلموا أبنائي الأحباء أن العلماء هم أرقى الناس منزلة في الدنيا قبل الآخرة، وهم أحق الناس أن تشرأب لهم الأعناق لما عندهم من علم، بل الغبطة (أي التحاسد) شرعها الله في العلم لشرفه ، وحث الناس على التنافس فيه ، لقوله صلى الله عليه وسلم:” لا حسد إلا في اثنتين، رجلٌ أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها”.
أبنائي الطلبة الأعزءا إنّ الجد والاجتهاد والعمل، هي أضلاع مثلث النجاح للفرد وهي سبيل ارتقائه، فالنجاح في الدراسة لا يأتي بالتمني والتواكل دون عمل؛ وإنما يتحقق ببذل الكثير من الجهد والعمل الجاد لتحقيق الهدف المرجو يقول تعالى في كتابه الحكيم (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).
وقد دعا الله عز وجل للعمل واتقان العمل، قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)، فالاجتهاد والجد والعمل هي أساس نجاح أي إنسان، فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً ان يتقنه، والعمل المتقن هو سبيل النجاح، وكذلك سبيل تقدم المجتمعات، فالمجتمعات الحريصة على العمل والاجتهاد تقف في صفوف الدول المتقدمة، وبينما الدول التي لا تعمل او تجتهد تقف في طابور الدول المتخلفة.
فالطالب الذي يركز في درسه وينتبه لشرح المعلم ويراجع دروسه أولاً بأول ويؤدي واجباته في حينها، بالتأكيد يحقق التفوق عن ذلك الذي يشرد في درسه ويقضي وقت الحصص في اللهو وإلهاء زملائه عن الانتباه لشرح المعلم ومتابعة الدرس، ولا يهتم بأداء واجباته ومراجعتها. فالطالب المشاغب غير المجتهد لن ينال إلا نتيجة استهتاره وللمجتهد الجاد في دراسته جزائه، ذلك أن الله لا يضيع جزاء من أحسن عملا.
قال المتنبي /
بقدر الكد تكسب المعالي…………….ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن طلب العلى بغير كد…………….. أضاع العمر في طلب المحالِ
وقال أحمد شوقي:
وما نيل المطالب بالتمني…………. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما أستعصى على قوم منال………. إذا الإقدام كان لهم ركابا
أيها الحفل الكريم:
إننا اليوم نحتفي بهذه الكوكبة من ابنائنا، في هذا اليوم الأغر وكلنا حبور وفرح وسرور وابتهاج وغبطة، وكل الحاضرين في هذا الاحتفال تظهر على وجوههم البسمة، ويحق للجميع أن يفرح في هذه المناسبة، مناسبة تكريم أبنائنا العزاء الدفعة السابعة عشرة خريجي العام الدراسي 2017/2018م. وامتياز الشهادة الأساسية للعام ذاته.
وفي هذا الاحتفال لن ننسى الفضل للتربوي/ القدير مدير مدرسة النهضة الأستاذ/ فهد السلامي فك الله أسره، ووكيل المدرسة الفاضل الأستاذ/ نبيل السياغي.
ولن ننسى في هذا الاحتفال المعلم الذي أعطى طلابه الكثير، المعلم الذي روى وسقى مدرستنا بعلمه وثقافته، الذي ضحى بوقته وجهده، ونال في النهاية ثمار هذا التعب، لك كل الشكر والتقدير على جهودك الثمينة.
أيها المعلم تخجل عبارات الشكر منك، لأنك أكبر منها، لقد قمت بتحويل الفشل إلى نجاح مبهر، لذلك فنحن نشكر جهدك، ونقدّر عملك، فأنت بالفعل جدير بالتقدير والاحترام والعرفان,
ولن ننسى قيادة المدرسة مديرها ووكلائها والمشرفين التربويين فيها، والإخصائيين الاجتماعيين وجميع الإداريين على ما بذلوه من جهود كان الأثر الكبير في نجاح العملية التربوية والتعليمية في هذه المدرسة.
إنّ التميز الذي أحرزه أبناؤنا كان بلا شك ثمرة لإسهام الأسرة الجاد والفاعل من خلال متابعة مستوى الأبناء الدراسي بصورة مستمرة، ومن من خلال زيارتهم إلى المدرسة وتفقد أحوالهم والاطلاع على مستوى تحصيلهم العلمي، وسؤال المدرسين عن مستوياتهم، وحثهم على الاهتمام والتركيز مع المدرسين أثناء إلقاء الدروس في الفصل، وعدم الشرود الذهني أثناء الشرح ومناقشة المدرسين وطرح الاسئلة عليهم في أي شيء لم يتمكنوا من فهمه خلال شرح الدرس، وإضافة إلى ذلك تهيئة الجو المناسب في البيت للاستذكار وعمل التكاليف المنزلية.
فلك أيها الأم ألف تحية، ولك كل التقدير والاحترام، ولك أيها الأب كل التقدير والاحترام على ما قدمته لأبنائك، وما وفرته لهم من إمكانيات، ومناخ دراسي ملائم.
وختاماً أشكر الأخوة إدارة المدرسة والمعلمين والطلاب الذين أعدوا ورتبوا ونظموا لهذا الاحتفال، وكل من أسهم في إنجاحه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.