طابور الصباح المدرسي أهداف تربوية متكاملة ومشكلة عدم تفاعل طلبة الثانوية أثناءه وسبل معالجة ذلك

طابور الصباح المدرسي أهداف تربوية متكاملة ومشكلة عدم تفاعل طلبة الثانوية أثناءه وسبل معالجة ذلك

عزيزتي المعلمة، عزيزي المعلم، عزيزتي مديرة المدرسة، عزيزي مدير المدرسة، عزيزتي الوكيلة، عزيزي الوكيل، عزيزتي الإخصائية الاجتماعية، عزيزي الإخصائي الاجتماعي، عزيزتي مسؤولة النشاط، عزيزي مسؤول النشاط، عزيزتي معلمة الرياضة البدنية، عزيزي معلم التربية الرياضية.

عزيزي المتصفح الكريم

السلام عليكم جميعاً.

سوف نتناول معكم في هذه الحلقة، مشكلة تأخر طلاب وطالبات الثانوية العامة عن طابور الصباح، بالرغم من أهميته التربوية؛ حيث سنتناول أهمية طابور الصباح وأهدافه، وأسباب تأخر الطلاب والطالبات عن المشاركة في طابور الصباح، وكذلك تأخرهم عن بداية  الحصة الأولى

أولاً: طابور الصباح المدرسي ..أهداف تربوية متكاملة

   يظن العديد من مدراء المدارس أن اصطفاف الطلبة في ساحة المدرسة في الصباح ليس أكثر من خطوة لا بد منها لتنظيم دخولهم إلى الغرف الصفية من أجل تلقى العلم، غير أن  الباحث التربوي الذي يلاحظ كيفية الاصطفاف والدخول يرى أن هذه العملية في بعض المدارس روتينية تقتصر على تحية العلم وبعض الحركات الرياضية التي تؤدى بتكاسل ودون اهتمام، إضافة إلى بعض الفقرات التي تقدم في الإذاعة المدرسية دون أن تلقى الاهتمام الكافي من الطلاب ولا من المعلمين نظراً لضعف إعدادها ولرداءة إلقائها، وللتشويش الحاصل من الطلبة غير المنضبطين، فماهي الأهمية التربوية  لطابور الصباح المدرسي ؟ وكيف السبيل لتطويره ليؤدي الأغراض المتوخاة منه ؟

  يرى الخبراء التربويون أن الطابور المدرسي ينبغي أن يكون حصة تربوية حقيقية يحقق المتعلمون من خلالها أهدافاً معرفية ومهارية ووجدانية واجتماعية، ومن أبرزها أنهم:

  • – يتدربون على الانضباط الذاتي من خلال وقوفهم في صفوف منظمة ، وكذلك عند الدخول إلى الصفوف بهدوء ونظام وبخطوات ثابتة .
  • – يحصلون على معلومات ومعارف جديدة من خلال فقرات الإذاعة المدرسية التي يعدها المتعلمون  بعناية تحت إشراف مسؤول الإذاعة المدرسية ، حيث يتدرب المتحدثون على حسن الإلقاء وعلى مواجهة الجماهير مما يقوي ثقتهم بأنفسهم .
  • – يتدربون على الإصغاء بانتباه لما يقال في الإذاعة المدرسية، وهذا هدف وجداني على قدر كبير من الأهمية يقود إلى فهم المسموع وإلى احترام المتحدث.
  • – يتدربون على القيادة وعلى الانصياع لتعليمات القائد.
  • – يحصلون على تربية وطنية من خلال الاستماع إلى النشيد الوطني، والمشاركة في تحية العلم الذي هو رمز سيادة واستقلال الوطن والمواطن.
  • – يبدأون يومهم بنشاط بعد ممارستهم لألعاب رياضية خفيفة وجادة؛ من شأنها ان تطرد الكسل وتساعد على تنشيط الدورة الدموية.
  • –  يقوى لديهم الجانب الديني من خلال الانصات إلى ما يتلى من  آيات قرآنية وأحاديث نبوية وحكم ومواعظ.
  • – وفي طابور الصباح يتم تكريم الطلبة المتفوقين دراسيا، والمبدعين في الأنشطة المدرسية، والفائزين بالمسابقات العلمية  مما يشكل تعزيزا لهم وحفزا لزملائهم .
  • – والطابور يقلل من حالات تأخر الطلبة عن حضور الحصة الدراسية الأولى، والتي غالبا تكون من الحصص التي تتطلب تفكيرا عميقا كالرياضيات والكيمياء والفيزياء.

      ومن أجل الوصول إلى طابور مدرسي تربوي مفيد فإن الملاحظات الآتية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار:

  • – أن تكون مديرة المدرسة، أو مدير المدرسة هو المسؤول الأول عن جميع ما يجري في المدرسة من فعاليات وأنشطة ومنها الطابور؛ لذلك يجب أن يكون على رأس الفريق الإداري ليقودهم إلى تحقيق التميز في الأداء.  وفريق العمل يتكون غالبا من الوكيل التربوي في المدرسة، ومعلمي التربية الرياضية والاختصاصي الاجتماعي ومعلمي الحصة الأولى.
  • – ومدير المدرسي يشارك في قيادة الطابور عملياً من خلال الملاحظات والتوجيهات التي يقدمها للطلبة بين الفينة والأخرى، وبكلمات الترحيب بضيوف المدرسة الذين يحضرون فعاليات الطابور؛ كالمشرفين التربويين الزائرين وغيرهم من المسئولين في الإدارة التعليمية.
  • – وأما معلم التربية الرياضية فهو القائد الميداني للطابور المدرسي، ويتعاون مع الجهاز الإداري وسائر المعلمين على تنظيم فقرات الطابور، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالتمرينات الرياضية ومهام الفرقة الكشفية.
  • – والمسألة الأكثر أهمية هي أن يكون مدير المدرسة قائداً تربويا ديمقراطيا تعاونياً يعمل مع الوكلاء في المدرسة بروح الفريق الواحد، وأن يكون محباً ومحترما للمعلمين وللطلاب، بحيث يحبونه ويحترمونه ويتسابقون للتعاون معه من أجل تحقيق أهداف المدرسة.

ثانياً: أسباب مشكلة التأخر الصباحي لدى طلبة المرحلة الثانوية بالمدارس الأهلية

سوف نتناول أسباب هذه المشكلة من عدة جوانب، من جانب الطالبة أو الطالب نفسه، ومن جانب أسرة الطالب أو الطالبة، ومن جانب أدارة المدرسة.

  1. أسباب تعود للطالب نفسه:
  • – سهر الطالب طويلاً ونومه متأخراً.
  • – عدم الخروج المبكر من المنزل صباحاً.
  • – عدم استيقاظ الطالب مبكراً بوقت كاف.
  • – افتقار الطالب القدرة على التنظيم السليم للوقت.
  • – تأخر الطالب مع مجموعة من رفقاء السوء لتبادل الحديث والعبث في الشوارع.
  • – عدم جدية الطالب في الدراسة.
  • – عدم رغبة الطالب في أداء التمارين الصباحية.
  • – كراهية الطالب لمادة معينة.
  • – توفر مبالغ مالية كبيرة مع الطالب مما يشجعه على الذهاب للأسواق أو أماكن أخرى.
  • – عدم قيام الطالب بعمل بعض الواجبات المنزلية.
  • – كراهية الطالب لمدرس معين.
  • – استغلال وقت الطابور لحل بعض الواجبات المدرسية.
  • – امتلاك الطالب لسيارة خاصة، مما يجعله يخرج من المنزل في وقت متأخر، أو قد تتعرض سيارته لعطل في العجلات، أو عطل ميكانيكي، أو حادث لاقدر الله.
  1. أسباب تعود لأسرة الطالب:
  • – عدم متابعة أولياء الأمور لأبنائهم.
  • – تدليل بعض أولياء لأبنائهم والاستجابة لأعذارهم المختلفة.
  • – تكليف الطالب بإيصال إخوانه أو أخواته إلى مدارسهم.
  • – انشغال ولي الأمر بتوصيل الأبناء الآخرين إلى مدارسهم.
  • – قصور العلاقة بين ولي الأمر والمدرسة.
  • – التفكك الأسري.
  • – بعد المدرسة عن المنزل.
  • – تكليف الآباء لأبنائهم ببعض الأعمال التي تؤخرهم.
  1. أسباب تعود لإدارة المدرسة:
  • – عدم تطبيق اللائحة المدرسية بحزم في حالات التأخر للطلاب.
  • – عدم وجود أنظمة وعقوبات رادعة.
  • – عدم وضع حوافز للطلاب الملتزمين بالحضور المبكر.
  • – عدم وجود أنشطة جاذبة للطلاب في فترة ماقبل المدرسة.
  • – تراخي بعض مديري المدارس في سرعة المشكلة.
  • – قصور دور الإرشاد الطلابي في المساهمة في حل المشكلة.
  • – العلاقة السيئة بين الطالب وبعض موظفي المدرسة.

ثالثاً : سبل علاج مشكلة التأخر الصباحي لدى طلاب المرحلة الثانوية بالمدارس الأهلية

  1. سبل علاج المشكلة المتعلقة بالطالب:
  • – توضيح ميزة تنظيم الوقت للإنسان بشكل عام ولطالب الثانوية بكل خاص في جميع حياته في برامج الإذاعية في المدرسة والنشرات المدرسية.
  • – تنبيه الأسرة بإيقاظ الطالب مبكراً وإخراجه من المنزل بوقت كافٍ.
  • – تشجيع الطالب بعمل جو من المنافسة والفقرات المحببة للطلاب في الطابور الصباحي.
  • – الاهتمام بالطالب ومراعاة ظروفه الصحية.
  • – اجتماع مسؤولي المدرسة بمتكرري التأخر الصباحي لبيان أثره عليهم دراسياً ونظامياً.
  • – أن يحبب الطالب في المدرسة والدراسة.
  • – الاتصال بالأسرة لمحاولة توفير بديل لنقل الطالب لإخوانه.
  • – عمل محاضرات ونشرات توعية للطلاب عن النوم المبكر وإيجابياته.
  • – تفعيل الإشراف اليومي خارج أسوار المدرسة.
  • – عمل برامج التوعية واللقاءات لشرح فوائد التمارين الصباحية.
  • – الاتصال بالأسرة وتوضيح الأثر السلبي لتوفير مبالغ كبيرة مع الطالب.
  • – محاولة إزالة كراهية الطالب للمعلمين غير المحببين بعمل رحلات معهم.
  • – تجويد وتحسين وسيلة النقل المدرسي.
  • – محاولة إيجاد حل لبعد المنزل عن المدرسة.
  • – زيادة زمن الحصة الأولى للتعويض عن التأخير.
  1. سبل علاج المشكلة المتعلقة بولي الأمر:

  • – تعريف ولي الأمر بمشكلة التأخر الصباحي أولاً بأول.
  • – توثيق العلاقة بين الأسرة والمدرسة.
  • – مخاطبة أولياء الأمور والاجتماع بهم وبيان الأثر السلبي لتدليلهم لأبنائهم.
  • – محاولة إيجاد حل لتكليف الطالب ببعض الأعمال التي تأخره عن الحضور للمدرسة في وقت مبكر.
  • – تنسيق مواعيد بداية الدراسة بين المراحل حتى لا تتوافق مع بعضها.
  1. سبل علاج المشكلة المتعلقة بالمدرسة:
  • – تطبيق اللوائح والنظام على الجميع دون محاباة.
  • – الاتصال المباشر بولي الأمر عند تكرار ظاهر التأخر الصباحي.
  • – دراسة المشكلات الطلابية والحقيقية والتعرف على أسبابها.
  • – دعم برامج وخدمات التوجيه والإرشاد المدرسي وتفعيلها.
  • – تكريم الطالب عند مشاركته في برنامج الإذاعة المدرسية.
  • – إثارة الدافعية لدى الطلاب نحو التعليم بشتى الوسائل.
  • – تعريف الطالب بنتائج تأخرهم الصباحي على المستوى الدراسي.
  • – البدء بالمواد السهلة والمحببة لطالب صباحاً.
  • – محاولة توطيد العلاقة بين الطالب وموظفي المدرسة.
  • – تأهيل المعلم تربوياً وتدريبه على أهم وسائل تعزيز الطالب وتعديل سلوكه.
  • – إشراك الطالب في برنامج الإذاعة المدرسية.
  • – عمل نشرات توعية للطلبة وأولياء الأمور عن ظاهرة التأخر الصباحي.

والخلاصة أنّه عندما يكون سير طابور الصباح روتينياً والإذاعة المدرسية غير معدة الإعداد الجيد؛ فإن ذلك يبعث إلى الملل لدى الطلاب، والتكاسل عن حضور طابور الصباح من بدايته، لذا ينبغي على اللجان المشرفة على طابور الصباح عمل الآتي:

  1. التجديد الدائم في طابور الصباح وفي فقرات الإذاعة المدرسية .
  2. التنويع في التمارين الرياضية التي تؤدى في طابور الصباح.
  3. عمل مسابقة في إعداد وأداء فقرات الإذاعة المدرسية بين الفصول، بحيث ترصد جائزة لأحسن إذاعة مدرسية، من حيث عدد الفقرات، وتنوعها، وإتقانها، وتفاعل الطلاب معها، واتسامها بعنصر التجديد والإبداع والتشويق ..الخ.
  4. إشراك جميع الطلاب في بعض فقرات الإذاعة كأن تجرى مسابقة ثقافية كسؤال يطرح على جميع الطلاب للإجابة عنه.
  5. إدخال فقرات باللغة الإنجليزية، كأناشيد قصيرة، بعد أن يوضح لهم كلماتها وتقرأ عليهم قبل الإنشاد وتترجم إلى اللغة العربية، كذلك طرح مسابقة ثقافية باللغة الإنجليزية، وإجراء حوار .. لأن ذلك يُفعل الإذاعة ويحس الطلاب بالجديد من الفقرات وبالتالي يصغي إليها ويشارك ويحرص على الحضور من بداية الطابور، كذلك تكون هذه الفقرات فرصة لتدرب الطلاب على التكلم والمحادثة والإصغاء باللغة الإنجليزية .
  6. يسجل الطلاب الذين يتأخرون عن حضور طابور الصباح في سجل المخالفات.
  7. إذا تكرر التأخر من الطالب يشعر ولي أمره بالحضور إلى المدرسة للتفاهم حول ضرورة التزام الطالب بحضور طابور الصباح وفق النموذج المتضمن في فقرة الغياب مع إجراء بعض التعديل بما يتناسب مع هذه المشكلة .
  8. عمل تعهد من قبل الطالب وولي أمره بضرورة حضور طابور الصباح ما لم فلإدارة المدرسة الحق في اتخاذ ما تراه مناسبا من إجراءات.

وفي الختام أرجو أن أكون فيما قدمته في رسالة اليوم  ما يعين بوجه خاص المدرسة في أداء رسالتها  على أكمل وجه

والله الموفق.

مشاركة هذه المشاركة