خواطر تربوية العدد:4 العام الدراسي 2020/2021م – د/عبدالغني العمراني

استقبال العام الجديد 2020 مدونة المعلم

خواطر تربوية العدد:4 العام الدراسي 2020/2021م – د/عبدالغني العمراني

خواطر تربوية العدد:4 العام الدراسي 2020/2021م

5/12/2020م

التنسيق الإداري الفعّال في الإدارة المدرسية

إعداد الدكتور: عبد الغني محمد إسماعيل العمراني

عزيزي التربوي، عزيزتي التربوية …. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تناولنا في الحلقة الثالثة من (خواطر تربوية) مهارة كتابة محاضر الاجتماعات في الإدارة المدرسية، وفي حلقة اليوم سوف نتناول مفهوما يكاد أن يكون مغيباً في مدارسنا ألا وهو مفهوم التنسيق الإداري الفعال في الإدارة المدرسية.

يطلق مفهوم التنسيق الإداري على إحدى أبرز المهام الإدارية في المدارس، فهي تلك العملية الإدارية التي تهدف إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من التناغم بين الهياكل الإدارية والموظفين المعنيين بأداء مجموعة من المهام المتخصصة، بحيث يساهم هذا التناغم في الحصول على أكبر قدر ممكن من الكفاءة الإدارية، وبذلك تتحقق أهداف الإدارة المدرسية بأقل جهد وأقصر وقت ممكن، ويساعد مفهوم التنسيق الإداري والمتابعة على خلق بيئة إدارية أكثر تنظيمًا وتحكُّمًا واتزانًا، كما يضمن الاستغلال الأمثل للموارد المُتاحة للإدارة المدرسية.

ويمكننا القول أنّ  المدرسة مؤسسة اجتماعية تقدم للأفراد خدمات تعليمية تربوية تواكب استمرار وتطور الحياة وتدعم مسيرة المجتمع الإنسانية وتحقق للأفراد الرضا النفسي والعمل الشريف ، والمدرسة بهذا المفهوم شأن اجتماعي يهم الجميع ، قادة المجتمع ، أولياء الأمور ، المعلمين ، ويكون المدير مسئولاً أمام الجميع في تنفيذ سياسة التعليم وتحقيق أهدافها.

ومن المعلوم أنّ وراء كل مدرسة ناجحة مدير ناجح،  ووراء كل مدرسة فاشلة ادارة سيئة، ولكي ينجح مدير المدرسة في إدارته لمدرسته لابد أن تكون لديه القدرة على القيام بوظيفة التنسيق الإداري،  لأن التنسيق الإداري من أهم وظائف مدير المدرسة؛ إذ يُعدُّ من الأنشطة الإدارية المدرسية المهمّة؛ بل إن بعض علماء الإدارة اعتبره من ضمن وظائف الإدارة بجانب التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، ويرون أنّ التنسيق يقوم بعملية الربط بين هذه الوظائف، ويعد من الصعوبة بمكان إنجاز إحدى هذه الوظائف بدون تفعيل نشاط التنسيق.

إنّ التنسيق الإداري هو تلك العملية المسؤولة عن تأمين الاتصال  بين المستويات التنظيمية في الهيكل التنظيمي رأسياً وتساعد على التكامل بين المراكز الوظيفية أفقيا بما يحقق الأهداف المرسومة للتنظيم الإداري في تداعي إيجابي بالبيئة الخارجية.

والتنسيق يجعل كل العاملين في المدرسة، من مدير المدرسة ووكيله إلى المعلمين الإداريين  يؤمنون بأهمية العمل الجماعي ونشر ثقافة الفريق الواحد، ويعملون على تنمية مهارات العمل ضمن الفريق، وبما يحقق زيادة إسهامهم في العمل ومشاركتهم في القرار وكل ذلك سيعود بفوائد كثيرة على المدرسة والمعلمين والطلبة والمجتمع بأسره.

إنُّ العمل بأسلوب الفريق يؤدي إلى تحقيق التعاون بين جميع العاملين في المدرسة،  وهذه هي الفائدة الأساسية، حيث يرغب الجميع في العمل معاً، ومساندة بعضهم بعضاً لأنهم يتوحدون في فريق ويريدون له النجاح مما يقلل من المنافسة الفردية. كما يتيح أسلوب إدارة وبناء فرق العمل بفعالية فرص تبادل المعلومات المطلوبة بحرية وبطريقة انسيابية حيث تتدفق المعلومات بسهولة من أسفل إلى أعلى (من الموظفين إلى الإدارة)، ومن أعلى إلى أسفل (من الإدارة إلى الموظفين)، لأن الأفراد يدركون عند العمل بفرق فعّالة أهمية تبادل المعلومات المطلوبة والمشاركة بفعالية في تحقيق أهداف المدرسة.

إنّ التنسيق الإداري في المدرسة يحقق عدة فوائد من أهمها:

1.         تحقيق التوازن والانسجام بين مختلف أوجه النشاط في المدرسة ، بحيث يسود التفاهم والتعاون مختلف المستويات الإدارية .

2.         يعمل على تجنب وتفادي التكرار والازدواجية وتجنب الصراعات ايضاً .

3.         يؤدي إلى تحقيق الأهداف بأقل قدر ممكن من الوقت والجهد والنفقات .

4.         تكامل اختصاصات الوحدات الإدارية المختلفة داخل المدرسة وربط بعضها ببعض في عملية توافقية تستهدف تحقيق الأهداف .

5.         منع المشكلات الإدارية التي قد تحدث نتيجة عدم ممارسة التنسيق الإداري داخل المدرسة.

وفي الختام أرجو أن يقوم جميع منتسبي كل مدرسة بالتنسيق والتعاون والتكامل فيما بينهم، قيادات وموظفين، والعمل بروح الفريق الواحد حتى تتحقق الأهداف المنشودة للمدارس.

والله الموفق.

مشاركة هذه المشاركة