خواطر تربوية العدد:1 العام الدراسي 2020/2021م الطابور المدرسي الصباحي وأهميته التربوية
خواطر تربوية العدد:1 العام الدراسي 2020/2021م
الطابور المدرسي الصباحي وأهميته التربوية
إعداد الدكتور: عبد الغني محمد إسماعيل العمراني
عزيزي التربوي، عزيزتي التربوية …. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من خلال خبرتي في المجال التربوي منذ عقود، أحببت أن أسوق بعض الخواطر لزملائي في المهنة ولأولياء الأمور ، وللطلبة والتي آمل أن تكون نبراساً لهم.
وستكون هذه الخواطر أسبوعية، وسأحاول أن أكتبها وأنشرها كل يوم سبت من كل أسبوع، وأول خواطري لهذا الأسبوع التي أحب أن أسوقها لجميع العاملين في المدرسة وعلى رأسهم القائد التربوي مدير المدرسة، الذي يُعدُّ قائداً تربوياً لمدرسته، كما أحبّ أن أسوقها لفريق العمل في المدرسة من وكلاء ومعلمين ومشرفين واختصاصيين وغيرهم.
وخواطر اليوم ستتناول الطابور الصباحي الذي يُعدُّ واحداً من أهم العناصر الأساسية التي تُساعد في عملية نجاح اليوم الدراسي للطلاب، لمجموعة من الأسباب والتي سيتم طرحها ومناقشتها في موضوعنا اليوم، سنطرح اليوم مفهوم الطابور الصباحي بالمدارس، فقرات طابور الصباح، أهمية الطابور الصباحي واصطفاف الطلاب في الصباح.
يلاحظ في مدارسنا اليوم عدم الاهتمام بطابور الصباح، فطابور الصباح يسوده الكسل والملل وعدم التفاعل سواء من الطلبة أم من المعلمين والقائمين على أمور المدرسة، فإذا تم الطابور فإنّه لا يبدأ في الوقت المحدد، وقد يتباطأ المدير والوكلاء والمعلمين والمشرفين عن المشاركة والتعاون على إنجاحه ليتحقق الهدف منه.
أنّ الطابور المدرسي الصباحي يُعدُّ ضرورياً ومهماً في التربية المدرسية، فهو عنصر أساسي في نجاح اليوم الدراسي، إذ تتعدد أهدافه، ما بين تربوية دينية وبدنية ووطنية. ونحن نسعى إلى غرسها في أبنائنا الطلبة نهجاً وسلوكاً. فمن أهدافه السامية، تقوية الانتماء الوطني، من خلال ترديد النشيد الوطني وتحية العلم، إلى جانب إعداد الطالب وتهيئته لاستقبال اليوم الدراسي بجدية وحماس ونشاط، وإعداده لاستقبال اليوم بعزيمة.
وفي الطابور الصباحي يتم غرس مجموعة من الغايات والأهداف التربوية، فمن خلاله يتعلم الطلاب احترام الوقت، وتغرس في نفوسهم القيم الإسلامية، ويكتسبون قيما وجدانية عديدة، مثل حب الوطن والانتماء له. وتبرز من خلاله المواهب الطلابية، ويستمع الطلاب إلى أبرز الإرشادات والتوجيهات التي تصدر من إدارة المدرسة.
ومن خلاله تكتشف الميول والمواهب للطلاب، ويتدرّب الطلاب على الجرأة ومهارة الإلقاء الجيد أثناء مواجهة الجمهور.
ومن خلاله تتم تنمية شخصية الطلاب القيادية، وتنمية مواهبهم وتثقيفهم علمياً، فضلاً عن كونه وسيلة للتوجيه والإرشاد.
وفي طابور الصباح تتعدد فقرات النشاط، ففي الطابور يقوم الطلاب بالتمارين الرياضية، وفيه تتم تلاوة القرآن الكريم، وفيه الإذاعة المدرسية التي يتولى الإشراف عليها أحد المعلمين؛ إذ يقوم بتنسيق برامجها، وتحديد الصف الدراسي الذي سيلقي فقرات الإذاعة المدرسية ضمن جدول زمني بالتساوي بين الصفوف والمستويات، ويقوم أيضاً بتدقيق كل النصوص التي تلقى في الإذاعة المدرسية الصباحية لإجازتها عندما تتوافق مع الأهداف التربوية والتعليمية.
وفي طابور الصباح يتم تعزيز الانتماء الوطني لدى الطلاب والمعلمين، عبر تأدية تحية العلم، التي يتعلم الطلاب من خلالها أساسيات الوطنية وإعلاء قيمة الهوية.
ومن خلال الطابور تتم إذاعة العديد من التوجيهات والتعليمات المرتبطة بالعملية الدراسية، فضلاً عن المعلومات العامة والدينية والثقافية المبثوثة عبر الإذاعة المدرسية. وتكريم الطلاب المتفوقين علمياً ومن لديهم مواهب مختلفة، وأيضاً تكريم المدرسين ممن حققوا إنجازات مهمة سواء داخل المدرسة أو خارجها”. إنّ انتظام الطلاب في الطابور الصباح كل يوم يُعدُّ عملية تنظيمية أكاديمية صحية، تسهم في صقل مواهب الطلبة وإبرازها، إلى أن يحين وقت انتهاء الطابور وسير الطلاب بشكل منتظم إلى صفوفهم، ما يجعل يومهم مغلفاً بالنظام في كل تفاصيله.
إنّ إجراء بعض التمارين الرياضية في فترة الصبح تساعد على تنشيط الطالب ذهنياً وتجعل له حضوراً فسيولوجيا، يساعد على تنشيط الطالب والحفاظ على لياقته طوال اليوم فضلاً عن التنشيط الذهني والجهوية لتلقي المعلومة داخل الصف.
إنّ لتواجد المدير والوكلاء والمعلمين والمشرفين خلال طابور الصباح، أهمية بالغة ؛ حيث يوجد علاقة تفاعلية جميلة بين المدرسين ككل وبين الطلبة، ليشعر الجميع وكأنهم أسرة واحدة، ليترسخ في أذهان الجميع أن المدرسة هي كيان اجتماعي بالأساس، والطابور في هذا الإطار يجمع كل عناصر المدرسة في وقت واحد ويتشاركون اهتمامات واحدة، فضلاً عن إعلاء قيمة النظام والترتيب بين كافة مكونات العمل المدرسي ومنهم المدرسون.
وحتى تكون أنشطة طابور الصباح فاعلة لابد من مشاركة الطلبة في المسؤولية الاجتماعية داخل المدرسة، من خلال التنظيم الذي تقوم به فرقة الكشافة في المدرسة، أو جماعة النظام.
إنّه قبل بداية الاصطفاف الصباحي بخمس دقائق لابد أن يكون معلم التربية البدنية متواجداً في مكان الاصطفاف للوقوف على آخر الاستعدادات والعمل على حل أي مشكلة قد تقع.
لابد أن تكون بداية الاصطفاف بعمل الإحماء المناسب للطلاب لأنه يساعدهم على الجاهزية الكاملة للتمرينات الصباحية، ويسهم كذلك في طرد الكسل والخمول عنهم، والذي لا بد أن يكون موجوداً لدى بعض الطلاب.
ولطابور الصباح فوائد جمّة؛ حيث إنّه يحدُّ من تأخر الطلاب عن الحصة الأولى، وحضور مدير المدرسة للطابور الصباحي يمثل القدوة الأمثل بقمة الانضباط والمثالية، دلالة على احترام الالتزام الذي يسعى بغرسه لدى الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية، يشاركه في ذلك جميع أعضاء الهيئة التدريسية بدون استثناء، فالاشراف الشخصي المباشر يعطي جرعة اهتمام للحضور ويشحن همم الاستفادة، وهو بالتأكيد سيكون القدوة لبقية أعضاء الهيئة التدريسية بالحضور والانضباط للمشاركة الفاعلة قبل الانتقال للصفوف للانخراط بتفاعل الكلمة مع الحرف، السبورة مع الكتاب، القلم مع الدفتر، كلها تمثل أداء سيمفونيا ضمن المنظومة التعليمية والتربوية.
إنّ معلم التربية الرياضية هو أكثر العاملين بالمدرسة صلة بطابور الصباح، فهو القائد المهني له وهو المسؤول الأول عن انتظام فعالياته والمسؤول الأساسي عن تنفيذ فقراته الرياضية ويقوم بدوره في اعداد التخطيط المناسب لإخراجه بالشكل اللائق، والذي يسهل تجميع الطلاب وانصرافهم إلى الصفوف واعداد التمرينات الصباحية المناسبة ومتابعة أداء الطلاب لها على وجه صحيح.
إنّ على الأخ مدير المدرسة ووكلائه تفعيل الطابور المدرسي الصباحي والإذاعة المدرسية، لأن سير الطابور الروتيني يبعث إلى الملل لدى الطلاب، والتكاسل عن حضور طابور الصباح من بدايته، لذا ينبغي على الأخ وكيل المدرسة والجهة المشرفة على طابور الصباح عمل الآتي:
- التجديد الدائم في طابور الصباح وفي فقرات الإذاعة المدرسية .
- التنويع في التمارين الرياضية التي تؤدى في طابور الصباح.
- عمل مسابقة في إعداد وأداء فقرات الإذاعة المدرسية بين الفصول، بحيث ترصد جائزة لأحسن إذاعة مدرسية، من حيث عدد الفقرات، وتنوعها، وإتقانها، وتفاعل الطلاب معها، واتسامها بعنصر التجديد والإبداع والتشويق ..الخ.
- إشراك جميع الطلاب في بعض فقرات الإذاعة كأن تجرى مسابقة ثقافية كسؤال يطرح على جميع الطلاب للإجابة عنه.
- إدخال فقرات باللغة الإنجليزية، كأناشيد قصيرة، بعد أن يوضح لهم كلماتها وتقرأ عليهم قبل الإنشاد وتترجم إلى اللغة العربية، كذلك طرح مسابقة ثقافية باللغة الإنجليزية، وإجراء حوار .. لأن ذلك يُفعل الإذاعة ويحس الطلاب بالجديد من الفقرات وبالتالي يصغي إليها ويشارك ويحرص على الحضور من بداية الطابور، كذلك تكون هذه الفقرات فرصة لتدرب الطلاب على التكلم والمحادثة والإصغاء باللغة الإنجليزية .
- يسجل الطلاب الذين يتأخرون عن حضور طابور الصباح في سجل المخالفات.
- إذا تكرر التأخر من الطالب يشعر ولي أمره بالحضور إلى المدرسة للتفاهم حول ضرورة التزام الطالب بحضور طابور الصباح وفق النموذج المتضمن في فقرة الغياب مع إجراء بعض التعديل بما يتناسب مع هذه المشكلة .
- عمل تعهد من قبل الطالب وولي أمره بضرورة حضور طابور الصباح ما لم فلإدارة المدرسة الحق في اتخاذ ما تراه مناسبا من إجراءات.
وفي الختام أرجو أن تلك الخواطر التي قدمتها في عدد اليوم ما يعين بوجه خاص المدرسة في أداء رسالتها على أكمل وجه.
والله الموفق.