بالعلم تسمو الأمم وتبنى الحضارات

بالعلم تسمو الأمم وتبنى الحضارات

✒️ بقلم:
أ. عبدالوهاب الحيمي
… … … … … … …
بالعلم تسمو الأمم وتبنى الحضارات .. وبالعلم يعرف قدر المرء .. فالله سبحانه وتعالى يقول ” قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ” .. ومن هذا التمايز حثنا ديننا الحنيف على طلب العلم لقد رفع الله – تعالى – شأن العلم وأهله ، وبين مكانتهم، ورفع منزلتهم، فقال – سبحانه وتعالى- : {يَرفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُوا مِنكُم وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجَـاتٍ, وَاللَّهُ بِمَا تَعمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: 11]. ولم يأمر الله – تعالى – نبيه – صلى الله عليه وسلم – بالاستزادة من شيء إلا من العلم، فقال له – سبحانه وتعالى -: {وَقُل رَّبّ زِدنِي عِلماً} [طه: 114]، وما ذاك إلا لما للعلم من أثر في حياة البشر ..
بل ووضح الشرع قدر المعلم الذي يبذل جهده ووقته ليعلم غيره ، عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ((من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورَّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)) رواه أبو داود ..
وإنما يطلب العلم للعمل به وليس للتفاخر والتباهي ، ولاخير في من يعلم ولايعمل ، قال الإمام علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه -: (يا حملة العلم اعملوا به ، فإن العالم من عمل بما علم ، فوافق عمله علمه ، وسيكون أقوام يتعلمون العلم لا يجاوز تراقيهم ، يخالف عملهم علمهم ، وتخالف سريرتهم علانيتهم ، يجلسون حِلَقاً ، فيباهي بعضهم بعضاً ، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه إذا جلس إلى غيره وتركه ، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله – عز وجل -).
وفي وقتنا الحاضر توافرت اماكن وسبل طلب العلم .. فالمدرسة مثلا تقوم بدور تعليمي كبير وجليل ولكن لابد من تكامل الادوار بين المدرسة والأسرة لكي نرتقي بالعملية التعليمية .. وإن من أهم أدوار الأسرة في العملية التعليمية تبيين قدر المعلم ومنزلته وغرس حبه واحترامه في نفوس الأبناء وكذلك تبيين أهمية مكان طلب العلم وقدسيته..

مشاركة هذه المشاركة