المعلم القدوة
التعليم أمانة و رسالة وهي مهنة الأنبياء و الرسل ، وأنعم بها من مهنة، فلمعلم الناس الخير مكانة عظيمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير) صححه الألباني.
المعلم القدوة: هو الذي يقتدي به طلابه ويسيرون على خطاه ويتبعون طريقته.
والإقتداء:هو طلب موافقة الغير فعله. والقدوة:هي الأسوة والعكس فالأسوة كما يقول القرطبي رحمه الله(هو ما يتأسى به، أي يقتدى به في جميع أحواله).
أهمية القدوة :
قال تعالى:( ( أَولَئِكَ الذِينَ هَدَى الله فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِه قُلْ لا أَسْألُكُمُ عَلَيْهِ أَجْرًا إنْ هُوَ إلا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ )) سورة الانعام 90
وقال تبارك وتعالى عن معلمنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم(( لقدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَة ٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَهَ و اليَوْمَ الأخِـــرَ )) سورة الاحزاب 21
فما أحوجنا اليوم إلى المعلم القدوة لطلابه في جميع نواحي الحياة، فالمعلم هو في الحقيقة نجم يُهتدى به, فالطالب يقلد معلمه في كل شيء حتى في مشيته ووقفته و في هندامه وكلامه و حركاته؛ ولذلك يجب على المعلم أن ينتبه لهذه الامور و ليحرص أن يكون قدوة لطلابه نحو الخير ، ابتداءً من أول ساعات الدوام من حيث اهتمامه بترتيب هندامه و حضوره المبكر و إشرافه على الطابور وحرصه على العدال بين طلابه داخل الفصل من حيث المتابعة و توزيع النظرات و التحفيز و التعزيز الإيجابي و الشرح المناسب مراعياً الفروق الفردية و الذكاءات المتعددة .
كما يجب على المعلم استخدام الألفاظ الإيجابية و التحفيزية دائماً و يتجنب جرح أي طالب بما يسيء إليه حتى لو كان الطالب كثير الحركة و الفوضى و الكلام ، فالمعلم عندما ينتهج طريقة التحفيز و التعزيز الايجابي و التشجيع يجعل الطلاب جميعاً حريصين على التميز و يتنافسون للوصول إلى مراتب التفوق و الامتياز .
ويجب على المعلم أن يكون مرنا بين الشدة واللين في تعامله مع طلابه و يعلمهم الأخلاق و الآداب التي يتمثلها سلوكاً علمياً في حياته .
وفق الله الجميع إلى كل خير و نفع بكم الإسلام و المسلمين إنه ولي ذلك و القادر عليه ،،،
أ/ محمد علي الحداد
وكيل القسم الأساسي (بنون )