يُعد الطفل الموهوب ثروة بشرية ووطنية لأي مجتمع. والموهوبون والمتفوقون هم القلب النابض والعقل المفكر القادر على الإبداع والعطاء، وهم ثروة لا تنضب إن أُحسنّا استثمارها بشكل فاعل وإيجابي.
من هنا تأتى أهمية اكتشاف الطلاب الموهوبين في مختلف المجالات العلمية ورعايتهم والعناية بهم وحُسن توجيههم، وصقل مواهبهم وأفكارهم والعمل الجاد على معرفة جوانب التميز لديهم، وتحديد أفضل الوسائل الممكنة لاستثمار إبداعاتهم..،
ولا شك أنّ الأسرة الصالحة والمدرسة الجيدة هما البوتقتان الأساسيتان اللتان تظهر فيهما هذه المعادن الثمينة. فيمكن للأسرة ملاحظة بعض العلامات التي تعتبر مفاتيح لاكتشاف الموهبة منذ الصغر: كالتعلم بسرعة والتذكر بسهولة ،والقراءة بنهم وتجريب حل المشكلات وإبداء ميولاً لحب الاستطلاع والابتكار،والاستمتاع بالألغاز والمتاهات والأرقام…
كما يمكن للمدرسة أيضاً عبرالمرشد الاجتماعي والمعلم ومربي الصف ملاحظة مواهب التلاميذ من خلال الدروس والنتائج وتواصل التلاميذ مع معلميهم،وتعاملهم مع الأجهزة الحديثة وتفاعلهم مع الألعاب الرياضية والتجارب العلمية في المعامل المدرسية.وكذلك عن طريق إجراء استبيانات واختبارات الذكاء التي تعمل على قياس القدرات العقلية ووضع البرامج لرعاية هذه المواهب التي تنمو في ظل التعاون والتكامل بين الأسرة والمدرسة لمراعاة الاحتياجات النفسية والمادية،ومساعدة الطفل للوصول الى أقصى ما تسمح به قدراته دون ضغط أووضع توقعات عالية جداً، حتى لا يؤثر ذلك على تقديره لذاته. وتزويده بالمهارات الاجتماعية التي تجعله أكثر كفاية في حل المشكلات وتعويده على التعامل مع الإحباط وتقبل أخطائه، وإدراك أن الخطأ هو جزء من الخبرة الإنسانية الواسعة في الحياة.